"بسم الله الرحمان الرحيم "
أقسام السنة"3": ع ت / ت ا الفرض الثاني في الأدب العربي
النــصّ :
عار من الاسم ، من الانتماء؟
في تربة ربّيتها باليدين...
"أيّوب"صاح اليوم ملء السّماء...
لا، تجعلوني عبرة مرّتين !
يا سادتي ! يا سادتي الأنبياء...
لا تسألوا الأشجار عن اسمها...
لا تسألوا الوديان عن أمّها...
من جبهتي ينشقّ سيف الضّياء..
و من يدي ينبع ماء النّهر..
كلّ قلوب النّاس... ***يّتي
فلتسقطوا عنّي جواز السّفر.
** محمود درويش **
1-البناء الفكري
-ممّ يشكو الشاعر في هذا النصّ؟
-لم جمع بين ضميري المتكلّم والمخاطب؟
- ماذا يقصد بقوله "كلّ قلوب النّاس.. ***يتي"؟
-هل وظّف الرّمز؟ أين تجلّى؟
- للنصّ قيم متعدّدة. حدّد اثنتين مع الشرح والتعليل.
2-البناء اللّغويّ
- في النصّ بدل جملة عيّنه.
-أعرب: ""لاتجعلوني""
- تنوّع الخبر والإنشاء في النصّ. هات مثالا لكليهما مبرزا نوعه وغرضه ومفسّرا سبب التنوّع.
-ما نوع الصّورة البيانية في قوله:".. في تربة ربّيتها باليدين.." ؟ فسر جمالها وقوتها المعنوية.
بالتوفيق
الاجـــــــــــــــابة:
-يشكو الشاعر من التهميش الإسرائيلي للإنسان الفلسطيني ، ومن الغربة داخل وطنه،فهو مسلوب الهوية.
-جمع بين ضميري المتكلّم و المخاطب لأنّ القصيدة مبنية على ثنائية الأنا وأنتم،الأنا الفلسطيني المسلوب الأرض والهوية، والآخر السّالب المعتدي الغاصب،
فبناء القصيدة على هذين الضميرين يعكس التلازم والتعايش الواقعيّ اليوميّ للاثنين وتلك حقيقة ، ولكن مع صراع وجوديّ و...دائم.
-في القول إشارة إلى نزعة الشاعر السّلميّة وإيمانه بأنّ كلّ النّاس(الذين يمتلكون قلوبا ويتصفون بالإنسانية) ينصفونه ويؤمنون بقضيته ويتعاطفون معه والشاعر قد اتخذ من قلوبهم سكنا و***ية وانتماء،سافر إليهم عن طريق شعره و عدالة قضيته دون حاجة إلى جواز السّفر الذي يحتجزه الصّهاينة.
وفي القول نبرة تحدّي يؤكدها السّطر الذي يليها (فلتسقطوا عنّي جواز السّفر).
-نعم.
في قوله "أيّوب" وهو يرمز من خلاله إلى شدّة معاناة الفلسطينيّ ،تلك المعاناة التي فاقت قدرة أيّوب على الصّبر فأنطقته فصاح...
ويتجلى الرّمز كذلك في قوله"الأنبياء" وهو يشير بذلك –ربّما- إلى الصّهاينة المتعالين الذين يدّعون انتسابهم للأنبياء بامتلاكهم للميراث المقدّس كهيكل سليمان المزعوم.
-من القيم الواردة في النصّ:
القيمة السّياسيّة: وهي الأوضح في النصّ ،ومحور المعاني،والمتمثلة في معاناة الفلسطيني المسلوب الهوية الفاقد لحقوقه الوطنية..
-القيمة الفنيّة: فالنصّ يحمل الكثير من مظاهر التجديد في القصيدة العربية كالموسيقى وتوظيف الرّمز الذي يعدّ كما قال درويش(تعميق للمعنى الشعريّ، ومصدر للإدهاش والتأثير وتجسيد لجماليات التشكيل الشعريّ.)
ـــــــــــــــــــــــــ ـ
- " لاتسألوا الوديان عن أمّها " بدل من جملة "لا تسألوا الأشجار عن اسمها."
- لا: حرف نهي جازم مبني على السّكون.
- تجعلوا: فعل مضارع مجزوم بـ "لا" وعلامة جزمه حذف النون.
و
الواو) واو الجماعة في محل رفع فاعل.
النون : للوقاية.
ي : ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
- الخبر : " من جبهتي ينشقّ سيف الضياء"
" ومن يدي ينبع ماء النّهر"
"كلّ قلوب الناس ..***يتي"
كلّها أساليب خبرية ابتدائية، تعبّر عن شدّة الارتباط بالأرض حدّ الامتزاج وعن الإيمان بعدالة القضيّة ومن ثمّ التفاؤل (الضياء ،ينبع ماء) بينما يدل السطر الأخير على الحسّ الإنسانيّ للشاعر ونزعته السّلميّة.
-الإنشاء :"لا تجعلوني عبرة مرّتين"=نوعه: النهي
غرضه: ألم وضيق ونفاذ صبر(يفسره ارتباطه بأيّوب)
"فلتسقطوا عنّي جواز السّفر"نوعه:أمر.غرضه:تحدّ ي الشاعر للممارسات الصّهيونيّة المستبدّة فالسفرإلى القلوب لا يحتاج إلى جواز.
- كلّ الصّور بليغة ومؤثرة.
"في تربة ربيتها باليدين" فهي- في اعتقادي-استعارة
مكنية شبه فيها تربة الوطن بالطفل تنشئه أمّه لتجسيد قوّة الصّلة بينه وبين الوطن (الأصالة/التجذر)
وهذا سرّ جمالها.
لا تنس الدعاء والشكر